عَجبتُ لأعيُننا المريضة ترى المعصية المستورة فحشاً ورذيلة ، والمعصية المنشورة فناً وفضيلة ، فإذا رأينا امرأة ارتمت في أحضان رجل فمنحته الأح...
عَجبتُ لأعيُننا المريضة ترى المعصية المستورة فحشاً ورذيلة ، والمعصية المنشورة فناً وفضيلة ، فإذا رأينا امرأة ارتمت في أحضان رجل
فمنحته الأحضان والتقبيل تحت سطوة العشق والشهوة محتالة ألا يراها أحد ، اعتبرنا ذلك هو الفحش والرذيلة ، فإذا رأينا منها ذلك الفعل نفسه تحت سطوة الفن والشهرة
حريصة أن يراها كل الناس اعتبرنا ذلك هو الفن والفضيلة. بالله علينا أيّ الفعلين
أشد جرماً ، وأكبر إثماً ، وأكثر فحشاً ، وأعظم خطراً وفِسقاً ؟! التي احتالت فأخفت أم
التي اختالت فأبدت ؟! أخبرني كيف ترى عينك امرأة اغْتُصِبت رغماً عنها وأخرى تحاكيها
على الشاشات بإرادتها فنُشاهد من يمزّق ثُوبها ويعرّى جسدها ونرى لحمها وآخر يجذب
شعرها ويلثم فمها حتى نعيش جريمة الاغتصاب لا كما حدثت في واقع الجريمة الأليم ، وإنما كما ينبغي أن تحدث في واقع الفن والتمثيل الذي يفوق التصور والتخييل ، فتوقظ
فينا الشهوات النائمة وتحرّك نوازع المعصية الكامنة ؟! أراك تقول: في المشهد الأول ، هؤلاء تجردوا من صفات الرجال ولبسوا مسوح الذئاب وأخذوا يُمزقون ثوب العفة
والفضيلة ، وأراقوا كأس الشرف الحصينة. أما المشهد الآخر، فهؤلاء فنانون استطاعوا بحسهم الفني
العميق وإحساسهم الإبداعي الدقيق أن ينقلونا من بيوتنا الأسرية الدافئة إلي تلك المشاهد
الساخنة. حقاً عينٌ مريضة.
التعليقات