أخوك الكبيرُ أبٌ لك بعد أبيك تَرَكَهُ لك أبوك بعد موته لِيُكْمِلَ مسيرتَهُ في التضحية والفداء ومشوارَهُ في البذلِ والعطاء. أخوك الكبيرُ ...
أخوك الكبيرُ أبٌ لك بعد أبيك تَرَكَهُ لك أبوك بعد موته لِيُكْمِلَ مسيرتَهُ في التضحية والفداء ومشوارَهُ في البذلِ والعطاء.
أخوك الكبيرُ رابطةُ دمٍ شئتَ أم أبيتَ أحببتَ ذلك أم كرهتَ ولكن صاحبُ تلك الرابطة في استطاعتِهِ أن يجعلكَ تمشي بين الناس مُفتخراً بتلك الأبوة التي تَركها لك
أبوك تنعم في ظلها وتنهل من معينها ولو كان رقيقَ الحالِ وتحتمي بحصنها ولو كان ضعيفَ البنيانِ و لا تشعرمعها بِيُتْمِ الصِّبيانِ.
كما في استطاعته أن يجعلكَ تتواري من القومِ من سوءِ ما تركه لك أبوك من غير قصدٍ منهُ ومع ذلك لا تستطيعُ أن تُنْكِرَ هذه الرابطة أو تَجْحَدَ تلك الصِلة ، فــنوحٌ عليه السلام قال: يا بُني وابنهُ كان كافراً ونبيُّنا عليهِ الصلاة والسلام
قال: يا عم وعَمهُ كانَ مُشركاً.
فلا كفرَ ولا شركَ ولا جحودَ يُزيلُ تِلكَ الرابطة ، فإن أخاكَ يَحملُ اسمَ أبيِك كما تحملهُ أَنتَ ، وتحملُ خَلاياهُ جيناتِ أبيكَ كما تَحْمِلُهَا خلاياكَ أَنتَ ، ويَجري في عُروقهِ ما يَجري في عُروقكَ أَنتَ ، فليتقِ اللهَ كُلُ أخٍ وَرِثَ الأبوةَ بَعد أبيهِ في إخوتهِ ولا يَغُرَّنَّهُ أن وَسَّعَ اللهُ عليهِ فَـطفِقَ يَنْظُرُ إلى إخوتهِ نَظرةَ الدُّون فَـمتاعُ الدُّنيا قليلٌ.
فَـاللهَ اللهَ فِيمن يَتغاضَى عن الزلاتِ وَيُقِيلُ العَثراتِ ، وبِـئسَ من يَتَصَيَّدُ الأَخطاءَ ويَنْتظرُ الهَفواتِ فالأبوةُ تَعني الرِيادةَ والسيادةَ والقيادةَ لا التكبُرَ والسيطرةَ والزَعامة.
فَـكم مِن مُسَيطرٍ لا يَقود؟! وكَم مِن مُتكبرٍ لا يَسود؟!!
التعليقات